نص بعنوان/تكريم المعلم المتقاعد/بقلم الشاعر/حمدان حمودة الوصيف
تَمضِي السِّنُونَ وَيَبْقَى طَيِّبُ الذِّكْــرِ
وَأَطْيَبُ الذِّكْرِ مَا يَبْقَى مَدَى العُمْـرِ.
يُشْرَى الرَّخْيصُ من الأَشْيَاءِ ، مُبْتَذَلاً،
وَيَعْجِزُ المَالُ عَنْ نَيْلِ سَنَا الشُّكْـرِ.
وَ خَيْرُ مَا يُسْعِدُ الإنْسَانَ رُؤْيَتُهُ
بَيْنَ المُحِبِّينَ ، يُكْسَى هَالَةَ الفَخْـرِ.
* * * *
أَعْطَيْتَ عُمْرَكَ للتَّعْلِيمِ ، كَامِلَهُ،
فِي الرِّيفِ ، تَنْشُرُهُ للنَّشْءِ، فِي القَفْـرِ
وَفِي الحَوَاضِرِ لمْ تَفْتَأْ تُسَاعِدُ مَنْ
فِي الدَّرْبِ لاَزَالَ يَخْشَى عَاثِرَ السَّيْـرِ.
فِي كُلِّ فَجٍّ ، لَكَ الأَبْنَاءُ ، أَجْمَعُهُمْ
بِالعِـلْمِ، و الخُلُقِ ، رَايَاتُـهُمْ تَـذْرِي.
بِكَ اهْتَدَى خَطْوُهُمْ، وَقَلَّ عَاثِرُهُمْ
طُوبَى لِمَنْ قَدْ هَـدَى الإنْسَـانَ للبِـرِّ.
* * * *
تُوِّجْتُمُو خَيْرَ تَتْوِيجٍ بِبـَذْلِـكُمُو
وَأَفْضَـلُ التَّاجِ مَا قَـدْ كَانَ مِنْ شُكْـرِ.
وَأَحْسَنُ البَذْلِ مَا يَبْقَى لَدَى خَلَفٍ
بِهِ يُزَاحِــمُ مَـتْنَ النَّجْــمِ و البَـدْرِ
هَـذِي القُلُوبُ لَكُمْ تَشْتَاقُ ، صَادِقَـةٌ
مِنْكُمْ رَأَتْ نَفْحَـةً مِنْ نَيِّـرِ الفِكْـرِ
وَالدَّرْسُ يَشْتَاقُـكُمْ ، كُنْتُـمْ لَهُ سَنَدًا
وَكُنْتُمُـو فِيه رَمْزَ الجِـدِّ و البِشْـرِ.
* * * *
لَسْنَا نُوَدِّعُكُمْ ، جِئْنَاكُمُو أَبَدًا
فَلاَ يُـوَدَّعُ مَنْ في القَلـْبِ كَالفَجْـرِ.
وَلاَ يُوَدَّعُ مَنْ أَفْضَــالُهُ بَقِيـَتْ
عَلَى المَدَى ، شَاهِدًا عـَنْ طَيِّبِ الذِّكْـرِ.
جِئْنَا نُتَوِّجُ مَنْ فِي الدَّرْسِ أَرْشَدَنَا
إلَى الطَّرِيقِ ، وَنَـارَ الدَّرْبَ بالفِكْـرِ.
أهْلاً بِكُمْ، كُنْتُـمُو لِلْعِلْـمِ خَيْرَ أَبٍ
وَ للشَّبَـابِ مِثَـالاً بَارِزَ الدَّوْرِ...

تعليقات
إرسال تعليق