قصيدة بعنوان /زحف الوباء / بقلم الشاعر والكاتب /فاروق الجعيدي




 زَحَفَ الْوَبَاءُ 

زَحَفَ الْوَبَاءُ عَلَى الدِّيَارِ وَإِنَّهُ

                 مَـازَالَ فِـينَـا يُخَـنِّــقُ وَيُـقَـتِّـلُ

قدْ أوْجَعَتْ كُلَّ الْأَنَامِ سِيَاطُهُ
                 وَالْكُــلُّ يَهْــرَعُ للـصَّلاَةِ يُـرَتِّـلُ
بالأمسِ قدْ جَاعَ الفقيرُ بِمَوْطِني
             ورأيتُ ذا الأمْوَالِ يَزْهُو ويَخْطِلُ
وَثَقِفْتُ بِرًّا قَدْ تَسَرْبَلَ بِالرِّيَاءْ
             وَمِـنَ الْـفَضِيلَةِ يَسْتَحِـي يَتَنَصَّلُ
قدْ كانَ رَبُّ الْبَيْتِ يُطْعِمُنَا الْعَنَا
             يَسْقِي فَتِيلَ الْحِقْدِ فِـينَا وَيُشْعِلُ
كمْ كانَ فينا من يُجَاهِرُ بِالْأَذَى
             كَـمْ فَاجِـرٌ ، أَوْ لِلـصـَّلاَةِ مُــؤَجِّـلُ
فِي غَابِرِ الأَصْقَاعِ يشْحنُ نوحُهمْ
             فُلْـكًا ويَـهْـلَكُ جَــاحِـدٌ مُـتَـوَجِّـلُ
فِي سَالِفِ الأزْمَانِ نَاقَةُ صَالِحٍ
             عُـقِــرَتْ فَـدَمْـدَمَ فِي ثَمُودَ يُنَكِّلُ
فِي مِثْلِ هَذَا اليَوْمِ كانتْ أرضُنَا
              وَكْــرًا يُـفَــرِّخُ للْـقِـتَـالِ وَيُـرْسِـلُ
والـيَومَ نَسْتَجْدِي اللِّقاحَ وحُقنَةً
                وَالْمَوْتُ يَعْصِفُ بِالرِّقَابِ يُغَرْبِلُ
لاَ يَرْحَمُ الطِّفْلَ الرَّضيعَ ولاَ ذَوِي
                 شَيْـبٍ يَنَالُهُـمُ اللَّعِـينُ الْـمِقْصَلُ
بسطَ البلاءُ على الدّيارِ رداءَهُ
               صَـارَتْ مَقَـابِـرُ مَيِّتِـينَا هَــوْجَـلُ
حتّى الجَنازَةَ بُدِّلَتْ أحْوَالُهَا
               مَـا عَــادَ لِلْمَيْتِ عَــزَاءُ وَ مَغْـسَلُ
دَاءٌ تَفَـشَّى بِالرُّبُـوعِ فَوَيْحَنَا
              لَـنْ يَـتَّقِي بَطْشَ الْوَبَـاءِ شَمَـرْدَلُ
يَا منْ يَغِيضُ الْكَائِدِينَ وَنُورُهُ
           كَيْدٌ عَلَـى ذِي الْكَيْدِ يَمْحُو وَيُبْطِلُ
اللّهُ يَا ذَا الْجُودِ اِرحَمْ ضُعفَنَا
              أنْــتَ الْـوَلِـيُّ الْمَـانِــعُ الْـمُـتَكَفِّـلُ
يَا رَبُّ يَا رَحْمَانُ إِنَّكَ قَادِرٌ
            وَأنَا الضَّعِـيفُ الْـخَاشِعُ الْـمُتَوَسِّلُ
إِنِّي دَعَوْتُكَ يَا إلَهي تَـضَرُّعًا
             والدَّمْـعُ يَـحْرِقُ مُـقْـلَتَيَّ وَ يَـعْذِلُ
ولقدْ رَجَوْتُكَ يَا إلَهِي تَذَلُّلاً
                أوَلَيْـسَ عَـفْـوُكَ لِلّـذِيـنَ تَـذَلَّلُـوا
يَا رَبُّ يَا رَحْمَانُ قَدْ لُذْتُ بِكَ
             وَأنَا الْـمُجَـرَّدُ مِـنْ سِـلاَحِيَ أَعْـزَلُ
حَـمَلَ الْوَبَاءُ عَلَـى الـدِّيَارِ وإِنَّهُ
            قَـدْ بَـاتَ يَفْـتِـكُ بِالرِّفَـاقِ وَيَعْـزِلُ
وَبِشَاشَةِ الـتِّلْفَازِ هَذَا خَبِيرُنَا
          يُحْصِي ضَحَايَا الْكَرْبِ فِينَا يُسَـجِّلُ
اِجْعَلْهُ يَا مَنَّانُ رَحْمَةَ لِلْوَرَى
             يُصْحِـي قُلُـوبَ الـنَّائِمِينَ يُـخَلْخِلُ
واجْعَلْهُ يَا حَنَّانُ خَيْرًا وابْتِلاَءْ
            يَمْحُو ذُنُـوبَ الـتَّائِبِـينَ وَ يَـغْسـِلُ
أنْتَ الْكَرِيمُ الْحَافِظُ فِيكَ الرَّجَاءْ
              وَ أَنَا الْـمُحِـبُّ الْـعَاشِـقُ الْـمُتَـبَتِّلُ



تعليقات

  1. انت الكريم الحافظ فيك الرجاء
    وانا المحب العاشق المتبتل

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نص بعنوان/لا تقل اني معاق او حزين/بقلم الشاعر/عبدالناصر شهابي

نص شعري بعنوان/الخل والليل/بقلم الشاعر/ محمد الطشي

نص نثري بعنوان/صديقي الهارب/بقلم الكاتب/جودات الغريب